كتبه: أمين صايغ في 19 أغسطس 2019
هذا السؤال يتم طرحه بشكل متكرر وفي الغالب لايتم الإجابة على هذا السؤال بشكل صحيح، فمجرد أن يقول السائل المعالج عندي i5 فالجواب مباشرة هو اشتري i7 وإذا قال الرام 8GB فالجواب مباشرة اشتري 8GB إضافية. وهذا المنطلق خاطئ تماماً وفي الغالب لايحل المشكلة. المأخذ الأول هو أنه لاتزال Intel تطور معالجات الـ i5، و الـ i3 إلى جانب معالجات الـ i7 وتبيعها في السوق، فلو كان بطء الكمبيوتر دائماً بسبب معالج ال i5 أو i3 لما استمرت الشركة بتطويرها وبيعها ولكان المفروض أن يتم إيقاف تطوير الـ i7 أيضاً بعد نزول الـ i9.
للإجابة عن هذا السؤال بطريقة صحيحة لابد من مراعاة نقطتين:
النقطة الأولى: لا تزال هناك كمبيوترات قديمة جداً تُستخدم في بعض المجالات وتؤدي المهام المطلوبة وبسرعة مقبولة. على سبيل المثال هناك آلات صناعية قديمة متصلة بكمبيوتر قديم جداً ولاتزال تعمل حتى الآن بدون أي تحديث. وفي المقابل كمبيوتر بأحدث المواصفات قبل سنتين غير قادر على تشغيل ألعاب الـ 3D الجديدة. فسرعة الكمبيوتر في الغالب لاتقاس بمقياس مطلق وإنما بأخذ طبيعة الاستخدام بعين الاعتبار.
النقطة الثانية: إذا تبين أن الكمبيوتر بالفعل بطيء للاستخدام المطلوب، لابد من تحديد سبب البطء أولاً، لأن تحديث أي قطعة أخرى لن تؤدي إلى حل المشكلة.
كيف أحدد سبب بطء الكمبيوتر؟
قد يكون بطء الكمبيوتر ليس من الكمبيوتر نفسه وإنما بسبب وجود برامج في الخلفية تستهلك موارد الكمبيوتر (فيروسات أو برامج غير مرغوب بها أو حتى برنامج مكافح فيروسات سيء) مما يؤدي إلى البطء أثناء الاستخدام، ومعالجة هذا النوع من البطء هو خارج عن موضوع المقال.
حتى يتم معرفة سبب البطء لابد من شرح أعراض بطء كل قطعة من قطع الكمبيوتر وطريقة فحصها وبناء على ذلك يتم تحديد القطعة التي تحتاج إلى استبدال.
حجم الرام: إذا كانت كمية الرام التي تحتاجها البرامج في آنٍ واحد أكبر من كمية الرام المتوفرة فسيؤدي ذلك إلى بطء شديد في الكمبيوتر. والسبب هو أن كل برنامج (ومن ضمنها نظام التشغيل أيضاً) يحتاج إلى قدر معين من الرام حتى يعمل (تعتمد الكمية على ضخامة البرنامج وطبيعة عمله بشكل عام)، فإذا احتاج أي برنامج كمية من الرام وكانت الرام ممتلئة يبدأ نظام التشغيل بنقل بيانات برنامج آخر من الرام إلى القرص من أجل توفير المساحة وإعطائها للبرنامج. وعندما يحتاج البرنامج الآخر هذه البيانات (التي تم نقلها إلى القرص) يقوم نظام التشغيل بتفريغ مساحة من الرام مرة آخرى (بنقلها إلى القرص) وينسخ البيانات من القرص إلى الرام. علماً أن هذا النسخ يستغرق وقتاً وخلال هذا الوقت يتم تجميد البرنامج. وهذا التنقل للبيانات بين الرام والقرص يستمر مادامت كمية الرام المطلوبة أكبر من المتوفرة، مما يؤدي إلى بطء جميع البرامج وحتى نظام التشغيل. يمكن ملاحظة البطء بشكل خاص عن التبديل من نافذة برنامج إلى برنامج آخر. ويمكن التأكد من ذلك بفتح "إدارة المهام" > تبويبة "الأداء" > "الذاكرة"، والنظر إلى نسبة الرام المستخدم، فإذا كانت تزيد عن 90% فهذا يعني أن كمية الرام غير كافية. في هذه الحالة ينبغي تقليل عدد البرامج المفتوحة في آن واحد أو زيادة كمية الرام.
وهنا أريد أن ألفت الانتباه إلى أنه في حال كانت كمية الرام المطلوبة أقل من المتوفرة فمهما زادت كمية الرام فإنها لن تزيد في سرعة الكمبيوتر إطلاقاً ولا حتى 1%. وهذا يؤكد على النقطة الأساسية في هذا المقال وهي أنه ينبغي التأكد من سبب البطء قبل تغيير أي قطعة في الكمبيوتر.
سرعة القرص (سرعة القراءة والكتابة): إذا كان نسخ الملفات (سواء كان عددها كبيراً أو حجمها كبيراً) من مكان إلى آخر يستغرق وقتاً طويلاً فهذه إشارة إلى أن القرص يعاني من بطء. ومن الأعراض أيضاً طول مدة إقلاع نظام التشغيل وذلك لأن الكمبيوتر يقوم بقراءة جميع ملفات نظام التشغيل عند الإقلاع من القرص إلى الرام فكلما تراجعت سرعة القرص زادت مدة الإقلاع. وكذلك البرامج الضخمة مثل Photoshop والـ 3dsMax والألعاب الضخمة تستغرق وقتاً أطول حتى تقلع إذا كانت سرعة القرص بطيئة. وبشكل عام فإن البرامج يختلف تأثرها بسرعة القرص على باختلاف حجم البرنامج نفسه وحجم الملفات التي يقرؤها البرنامج من القرص. فكلما زاد حجم البرنامج أو حجم البيانات التي يقرؤها من القرص كلما احتاج إلى قرص أسرع.
إذا كان الكمبيوتر بطيئاً في النواحي التي سبق ذكرها فينبغي تبديل القرص إلى قرص آخر سرعته أكبر (سرعة القرص وليس مساحة القرص).
في الوقت الحالي هناك نوعان من الأقراص، النوع الأول هو القرص الصلب (أو هارد ديسك أو هارد درايف أو HDD) وهو التقنية الأقدم، تعتمد في عملها على الأقراص الممغنطة أي تتطلب حركة ميكانيكة من أجل قراءة البيانات وكتابتها. النوع الثاني هو قرص الـ SSD (أو Solid State Drive)، وهذا النوع هو التقنية الجديدة والتي تستبدل تدريجياً النوع الأول وذلك بسبب فارق السرعة الكبير (ضعف السرعة على أقل تقدير). والسبب يرجع إلى أنه ألكتروني بشكل كامل ولايحتوي على أي حركة ميكانيكية.
ويجدر التنبيه إلى أنه حتى الـ SSD له عدة أنواع، فمثلاً الـ SSD NVMe قد يصل إلى خمسة أضعاف سرعة SSD SATA! لذلك ينبغي الانتباه إلى هذه النقطة أيضاً عند اختيار نوع الـ SSD
المعالج: عند تحليل سبب بطء الكمبيوتر يتم النظر إلى المعالج بعد استثناء كل من القرص والرام، والسبب هو أن المستوى العام لسرعة المعالجات متقدم جداً مقارنة ببقية القطع كالقرص والرام وفي معظم الأحيان يحتاج المعالج إلى الانتظار حتى تصل البيانات من الرام أو القرص. وبالتالي فإن تحديث المعالج قبل النظر إلى القطع الأخرى قد لا يؤدي إلى حل المشكلة.
بعد التأكد من أن البطء ليس بسبب القرص ولا الرام فإنه في الغالب يكون المعالج هو السبب. ويمكن معرفة ذلك من خلال "إدارة المهام" > تبويبة "الأداء" > "المعالج"، تظهر هنا نسبة استخدام المعالج ورسم بياني لهذه النسبة. وفي الحالة العادية تكون هذه النسبة دون ال 10%. ويقصد بالحالة العادية عندما لا يوجد أي عمليات تحتاج إلى معالجة كنسخ ملفات، فك ضغط ملفات، ألعاب، تنصيب برامج، إلخ. في حال كانت النسبة فوق هذا الحد بشكل متواصل فهذا يعني أن المعالج هو سبب البطء. وينبغي أيضاً التأكد قبل ذلك من عدم وجود فيروسات أو برامج غير مرغوب بها تعمل في الخلفية بشكل متواصل فإن ذلك أيضاً يؤدي إلى ارتفاع نسبة استخدام المعالج وبطء الكمبيوتر. يمكن التحقق من ذلك أيضاً عن طريق "إدارة المهام" > تبويبة "العمليات، ثم الضغط على عمود ال "CPU" وسيقوم بترتيب البرامج بحسب استخدامها للمعالج.
من الأسباب الشائعة لبطء الكمبيوتر بسبب المعالج تنصيب نظام تشغيل جديد على معالج قديم جداً. فينبغي التأكد من المواصفات المنصوح بها في دليل نظام التشغيل بالنسبة للمعالج أو تحديث المعالج.
وهنا لابد من وقفة عند طريقة مقارنة المعالجات. المقارنة بين المعالجات عن طريق اسم السلسلة i9، i7، i5، i3، في الغالب يكون غير دقيق فضلاًص عن كونه مختص بمعالجات Intel فقط (معالجات AMD لها أسماء أخرى). عند مقارنة المعالجات لابد من النظر إلى ثلاثة أمور بالترتيب: أولاً عدد ال Cores، ثانياً تردد المعالج بوحدة ال GHz، ثالثاً جيل المعالج (أو السنة التي تم إخراج أول إصدار).
المعالج الواحد في الوقت الحالي عبارة عن مجموعة معالجات وليس معالج واحد فقط، كل واحد منها يسمى Core. أي أن الـ Core الواحد هو معالج متكامل (إلى حد ما). وبالتالي فإن معالج بأربعة Core قادر على تشغيل أربعة أضعاف عدد البرامج التي يستطيع تشغيلها معالج بـ Core واحد. ولذلك يعتبر المقياس الأهم عند مقارنة المعالجات.
المقياس الثاني هو تردد المعالج (يقاس بالـ GHz) وهو مقياس لسرعة كل Core داخل المعالج. كلما زادت سرعة المعالج زاد عدد الأوامر التي يستطيع تنفيذها في الثانية الواحدة.
المقياس الثالث هو سنة تصنيع المعالج. وذلك لأن شركات تصميم المعالجات تقوم بتطوير البنية وتقوم بإطلاق جيل جديد لكل بنية داخلية جديدة. فمعالج من الجيل الثامن يتفوق على معالج بنفس التردد وعدد الـ Cores من الجيل السابع أو السادس.
هذه هي النقاط الأساسية في مقارنة المعالجات ولكن هناك الكثير من النواحي الأخرى التي تؤثر في الأداء ولكنها أقل أهمية مثل حجم ال Cache ودعم الرسوم والـ Turbo Boost، إلخ.
ماهو الفرق إذاً بين i9، i7، ...؟
الجواب هو أن هذه التسميات هي مجرد تصنيفات بناء على مواصفات المعالج بالإضافة إلى السعر واستهلاك الطاقة. ولكن حتى هذه التصنيفات فيها مرونة كبيرة. فهناك مثلاً معالجات i5 أفضل من معالجات i7 مثلاً معالج i5-6600K أفضل من معالج i7-6500U. ولكن بشكل عام يمكن القول أن معالجات i7 أفضل من معالجات i5 عند مقارنتهما بشرط أن يكون الاثنان من نفس الجيل، أما إذا اختلف فلا يكفي الاعتماد على هذا التصنيف في التفضيل بينهما.
كرت الشاشة: هو ببساطة معالج مختص بالـ Graphics، يستخدم من قبل الألعاب وبرامج التصميم ال 2D والـ 3D، مثل Photoshop و After Effects و 3dsMax. في حال كان البطء في أي من هذه البرامج لابد من التأكد أولاً من المواصفات المنصوح بها فيما يتعلق بكرت الشاشة لهذا البرنامج أو اللعبة. في حال كان كرت الشاشة دون المطلوب فهذا سيؤدي إلى نقل المعالجة إلى المعالج بدلاً من كرت الشاشة (المعالج يستطيع القيام بنفس المهام لكن ليس بنفس الكفاءة). ولذلك ينبغي النظر في هذه الحالة إلى كرت الشاشة أولاً قبل النظر إلى المعالج. وأصبح من الممكن في الويندوز 10 النظر إلى نسبة استخدام كرت الشاشة من خلال "إدارة المهام" > تبويبة "الأداء" > "GPU".
قد لايحتوي الكمبيوتر (خاصة اللابتوب) على كرت شاشة مستقل، لأن معظم المعالجات اليوم تحتوي في داخلها على وحدة معالجة خاصة بالرسوم. هذه الوحدة كافية غالباً لعرض واجهات البرامج وسطح المكتب وتصفح الويب وتشغيل الفيديوهات (كل هذه الأمور تعتبر Graphics). ولكن عند تشغيل الألعاب وبرامج التصميم فإن هذه الوحدة تصبح غير كافية ويحتاج الكمبيوتر إلى كرت شاشة مستقل عن المعالج.